شهرُ رجب من الأشهر الأربعةِ الحُرُم إلى جانب ذي القعدة وذي الحجّة ومحرَّم، وهي التي حرَّمَ اللهُ فيها القتالَ، فعن رسول الله (ص” :(انّ رجب شهر لله العظيم لا يقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الكفّار فيه حرام ألا انّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي، ألا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الاكبر، وابتعد عنه غضب الله، واغلق عنه باب من أبواب النّار”
وعنه (ص) أنّه قال: "رجب شهرُ اللهِ الأصبّ، يصبُّ اللهُ فيه الرّحمةَ على عبادِهِ"؛ وبذلك، يعيشُ المسلمون آفاق الرّحمة فيه، لتنعكس على واقعهم الاجتماعي والسياسي والأمني، ولتكونَ أيّامُهُ فرصةً للعودة إلى الله في مواقع لطفه وسعة رحمته، والتخفُّفِ من كلِّ حقدٍ وبغضاء وعصبيّة، قد تكون نارُهُا اتّقدَت فيما سبقه من الشّهور والأيّام.
وقد ورد الكثير من الأحاديث في بيان ما يُستحبُّ القيام به في هذا الشّهر:
الصّوم:
لصوم شهر رجب فضل كثير، وروي أنَّ من لم يقدر على الصّيام، يسبِّح في كلّ يوم مائة مرة بهذا التسبيح، لينال أجر الصّيام فيه:
"سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلا له، سبحانَ الأعزِّ الأكْرَمِ، سبحانَ من لَبِسَ العِزَّ وهو لهُ أهلٌ".
الدّعاء:
وأدعيته كثيرة، ومنها أن يدعو المسلم في كلّ يوم صباحاً ومساءً، وفي أعقاب الصّلوات:
"يا من أرجوه لكلِّ خير، وآمن سخطه عند كلِّ شرّ، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه، تحنّناً منه ورحمة، أعطني بمسألتي إيّاك جميع الدّنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إيّاك جميع شرّ الدّنيا وشرّ الآخرة، فإنّه غير منقوصٍ ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم. يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النّعماء والجود، يا ذا المنّ والطّول، حرّم شيبتي على النّار".
وروي انّ الامام زين العابدين (ع) دعا به في غرّة رجب :
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ، ويَعْلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ، لِكُلِّ مَسْأَلَة مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتيدٌ، اَللّـهُمَّ وَ مَوعيدُكَ، الصّادِقَةُ، واَياديكَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فأسْألُكَ اَنْ تٌصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِيَ حَوائِجي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ .
ورد أن الأمام الصّادق (ع) كان يدعو به في كلّ يوم من رجَبَ :
خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ، وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِكَ، وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ، وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلينَ، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الاِْحْسانُ اِلَى الْمُسيئينَ، وَسَبيلُكَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدينَ، ُاَللّـهُمَّ فَاهْدِني هُدَى الْمُهْتَدينَ، وَارْزُقْني اجْتِهادَ الُْمجْتَهِدينَ، وَلا تَجْعَلْني مِنَ الْغافِلينَ الْمُبْعَدينَ، واغْفِرْ لي يَوْمَ الدّينِ .
وفي دعاء ثان عن الصادق (عليه السلام) انّه قال :
قُل في رجب :
اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ صَبْرَ الشّاكِرينَ لَكَ، وَعَمَلَ الْخائِفينَ مِنْك، وَيَقينَ الْعابِدينَ لَكَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، وَاَنَا عَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقيرُ، اَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَميدُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّليل، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْري، وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي، وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفي، يا قَوِيُّ يا عَزيزُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
الاستغفار:
ورد عن النبيّ(ص): "من قال في رجب: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأتوب إليه، مائة مرّة، وختمها بالصّدقة، ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة، كتب الله له أجر مائة شهيد".
الصّلاة:
منها ما ورد عن النبيّ(ص): "إنّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات، يقرأ في كلّ ركعة الحمد، و(قل يا أيها الكافرون) مرّة، والتوحيد ثلاث مرات، غفر الله له ما اقترفه من الإثم".
العمرة:
وروي أنّ أفضل العمرة عمرة رجب، وأنها تالية الحجّ في الثّواب.
زيارة الإمام الحسين(ع):
وتستحبّ في النّصف من رجب، كما ورد عن الإمام الرّضا(ع)، عن بُعدٍ أو عن قُربٍ.
دعاء أمّ داوود:
قال الشّيخ الطوسي: ويستحبّ أن يدعو المسلم بدعاء أم داوود (يذكر أنّ أمّ داوود هي أمّ الإمام الصّادق بالرّضاعة، حبس ابنها داوود ولم تعرف أخباره، فعلّمها(ع) - بناءً على ما في الرّواية - دعاءً للاستفتاح والإجابة والنّجاح )، وهو من أعمال يوم النصف من رجب، وصفته أن يصوم اليوم الثّالث عشر، والرّابع عشر، والخامس عشر، فإذا كان عند الزّوال من يوم النّصف، اغتسل وصلّى الظّهر والعصر. وبعدها، يقرأ بعض السّور القرآنيّة، ثم يدعو بالدّعاء المرويّ:
« صَدَقَ الله العَظِيمُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ الرَّحْمنُِ الرَّحِيمُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ البَصِيرُ الخَبِيرُ، شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قائِما بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَبَلَّغَتْ رُسَلُهُ الكِرامُ وَأَنا عَلى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ العِزُّ وَلَكَ الفَخْرُ وَلَكَ القَهْرُ وَلَكَ النِّعْمَةُ وَلَكَ العَظَمَةُ وَلَكَ الرَّحْمَةُ وَلَكَ المَهابَةُ وَلَكَ السُّلْطانُ وَلَكَ البَهاءُ وَلَكَ الاِمْتِنانُ وَلَكَ التَّسْبِيحُ وَلَكَ التَّقْدِيسُ وَلَكَ التَّهْلِيلُ وَلَكَ التَّكْبِيرُ وَلَكَ مايُرى وَلَكَ مالايُرى وَلَكَ مافَوْقَ السَّماواتِ العُلى وَلَكَ ماتَحْتَ الثَّرى وَلَكَ الأَرْضُونَ السُّفْلى وَلَكَ الآخرةُ وَالأوّلى وَلَكَ ماتَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَئِيلَ أَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ وَالقَوِيِّ عَلى أَمْرِكَ وَالمُطاعِ فِي سَماواتِكَ وَمَحالِّ كَراماتِكَ المُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ النَّاصِرِ لاَنْبِيائِكَ المُدَمِّرِ لاَعْدائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مِيكائِيل مَلَكِ رَحْمَتِكَ وَالمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَالمُسْتَغْفِرِ المُعِينِ لاَهْلِ طاعَتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى إِسْرافِيلَ حامِلِ عَرْشِكَ وَصاحِبِ الصُّورِ المُنْتَظِرِ لاَمْرِكَ الوَجِلِ المُشْفِقِ مِنْ خِيْفِتكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ العَرْشِ الطَّاهِرينَ وَعَلى السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَهِ الطَّيِّبِينَ وَعَلى مَلائِكَتِكَ الكِرامِ الكاتِبِينَ وَعَلى مَلائِكَةِ الجِنانِ وَخَزَنَةِ النِّيْرانِ وَمَلَكِ المَوْتِ وَالاَعْوانِ ياذَا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَبِينا آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَأَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى اُمِّنا حَوَّاءَ المُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ المُصَفَّاةِ مِنَ الدَّنَسِ المُفَضَّلَةِ مِنَ الاِنْسِ المُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ القُدْسِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابِيلَ وَشِيثَ وَإِدْرِيسَ وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصالِحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالاَسْباطِ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَأَيُّوبَ وَمُوسى وَهارُونَ وَيُوشَعَ وَمِيشا وَالخِضْرِ وَذِي القَرْنَيْنِ وَيُونُسَ وَإِلْياسَ وَاليَسَعَ وَذِي الكِفْلِ وَطَالُوتَ وَداودَ وَسُلَيْمانَ وَزَكَريَّا وَشَعْيا وَيَحْيى وَتُورَخَ وَمَتّى وَإِرْمِيا وَحَيْقُوقَ وَدانيالَ وَعُزَيْرٍ وَعَيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجِيسَ وَالحَوارِيِّينَ وَالاَتْباعِ وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَوْصِياء وَالسُّعَداءِ وَالشُّهداء وَأَئِمَّةِ الهُدى، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىالاَبْدالِ وَالاَوْتادِ وَالسُّيّاحِ وَالعُبّادِ وَالمُخْلِصِينَ وَالزُّهّادِ وَأَهْلِ الجِدِّ وَالاجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَأَجْزَلِ كَراماتِكَ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاما وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفا وَكَرَما حَتّى تُبَلِّغَهُ أَعْلى دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَالاَفاضِلِ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اُسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَإِلى أَرْواحِهِمْ وَاجْعَلْهُمْ إِخْوانِي فِيكَ وَأَعْوانِي عَلى دُعائِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَيْكَ وَبِكَرَمِكَ إِلى كَرَمِكَ وَبِجُودِكَ إِلى جُودِكَ وَبِرَحْمَتِكَ إِلى رَحْمَتِكَ وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِكُلِّ ماسَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ ؛ ياالله يارَحْمنُ يارَحِيمُ ياحَلِيمُ ياكَرِيمُ ياعَظِيمُ ياجَلِيلُ يامُنِيلُ ياجَمِيلُ ياكَفِيلُ ياوَكِيلُ يامُقِيلُ يامُجِيرُ ياخَبِيرُ يامُنِيرُ يامُبِيرُ يامَنِيعُ يامُدِيلُ يامُحِيلُ ياكَبِيرُ ياقَدِيرُ يابَصِيرُ ياشَكُورُ يابَرُّ ياطُهْرُ ياطاهِرُ ياقاهِرُ ياظاهِرُ ياباطِنُ ياساتِرُ يامُحيطُ يامُقْتَدِرُ ياحَفِيظُ يامُتَجَبِّرُ ياقَرِيبُ ياوَدُودُ ياحَمِيدُ يامَجِيدُ يامُبْدِيُ يامُعِيدُ ياشَهِيدُ يامُحْسِنُ يامُجْمِلُ يامُنْعِمُ يامُفْضِلُ ياقابِضُ ياباسِطُ ياهادِي يامُرْسِلُ يامُرْشِدُ يامُسَدِّدُ يامُعْطِي يامانِعُ يادافِعُ يارافِعُ ياباقِي ياواقِي ياخَلا قُ ياوَهَّابُ ياتَوَّابُ يافَتَّاحُ يانَفَّاحُ يامُرْتاحُ يامَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ يانَفَّاعُ يارَؤُفُ ياعَطُوفُ ياكافِي ياشافِي يامُعافِي يامُكافِي ياوَفِيُّ يامُهَيْمِنُ ياعَزِيزُ ياجَبَّارُ يامُتَكَبِّرُ ياسَلامُ يامُؤْمِنُ ياأَحَدُ ياصَمَدُ يانُورُ يامُدَبِّرُ يافَرْدُ ياوِتْرُ ياقُدُّوسُ ياناصِرُ يامُؤْنِسُ ياباعِثُ ياوارِثُ ياعالِمُ ياحاكِمُ يابادِي يامُتَعالِى يامُصَوِّرُ يامُسّلِّمُ يامُتَحَجِّبُ ياقائِمُ يادائِمُ ياعَلِيمُ ياحَكِيمُ
ياجَوادُ يابارِيُ ياسارُّ ياعَدْلُ يافاصِلُ يادَيَّانُ ياحَنَّاُن يامَنَّانُ ياسَمِيعُ يابَدِيعُ ياخَفِيرُ يامُعِينُ ياناشِرُ ياغافِرُ ياقَدِيمُ يامُسَهِّلُ يامُيَسِّرُ يامُمِيتُ يا مُحْيِي يا نافِعُ يارازِقُ يامُقْتَدِرُ يامُسَبِّبُ يامُغِيثُ يامُغْنِي يامُقْنِي ياخالِقُ ياراصِدُ ياواحِدُ ياحاضِرُ ياجابِرُ ياحافِظُ ياشَديدُ ياغِياثُ ياعائِدُ ياقابِضُ، يامَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلى يامَنْ قَرُبَ فَدَنا وَبَعُدَ فَنائَى وَعَلِمَ السِّرَّ وَأَخْفى يامَنْ إِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَلَهُ المَقادِيرُ وَيامَنْ العَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ يامَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَدِيرٌ يامُرْسِلَ الرِّياحِ يافالِقَ الاِصْباحِ ياباعِثَ الأَرْواحِ ياذا الجُودِ وَالسَّماحِ يارادَّ ماقَدْ فاتَ ياناشِرَ الاَمْواتِ ياجامِعَ الشَّتاتِ يارَازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وَيافاعِلَ مايَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ وَياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ياحَيُّ ياقَيُّومُ ياحَيَّا حِينَ لاحَيَّ يامُحْيِيَ المَوْتَى ياحَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالاَرْضِ. ياإِلهِي وَسيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَفَقْرِي وَانِفْرادِي وَوَحْدَتِي وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاعْتِمادِي عَلَيْكَ وَتَضَرُّعِي. إِلَيْكَ أَدْعُوكَ دُعاءَ الخاضِعِ الذَّلِيلِ الخاشِعِ الخائِفِ المُشْفِقِ البائِسِ المَهينِ الحَقِيرِ الجائِعِ الفَقِيرِ العائِذِ المُسْتَجِيرِ المُقِرِّ بِذَنْبِهِ المُسْتَغْفِرِ مِنْهُ المُسْتَكِينِ لِرَبِّهِ دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ وَرَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ وَعظُمَتْ فَجِيعَتُهُ، دُعاءَ حَرِقٍ حَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ بائِسٍ مَسْكِينٍ بِكَ مُسْتَجِيرٍ، اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بأَنَّكَ مَلِيكٌ وأَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ وَأَنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الشَّهْرِ الحَرامِ والبَيْتِ الحَرامِ وَالبَلَدِ الحَرامِ وَالرُّكْنِ وَالمَقامِ وَالمَشاعِرِ العِظامِ وَبِحَقِّ نِبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يامَنْ وَهَبَ لادَمَ شِيثاً وَلاِبْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيامَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ وَيامَنْ كَشَفَ بَعْدَ البَّلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ يارادَّ مُوسى عَلى اُمِّهِ وَزائِدَ الخِضْرِ فِي عِلْمِهِ وَيامَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ وَلِزَكَرِيَّا يَحْيى وَلِمَرْيَمَ عِيسى ياحافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ وَياكافِلَ وَلَدِ اُمِّ مُوسى؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ وَتُوجِبَ لِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ وَإِحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلَّ حَلَقَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذِينِي وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ وَتُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ وَتُسَهِّلَ لِي كُلَّ عَسِيرٍ وَتُخْرِسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ وَتَكُفَّ عَنِّي كُلَّ باغٍ وَتَكْبِتَ عَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَحاسِدٍ وَتَمْنَعَ مِنِّي كُلَّ ظالِمٍ وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حاجَتِي وَيُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ وَيُثَبِّطَنِي عَنْ عِبادَتِكَ، يامَنْ أَلْجَمَ الجِنَّ المُتَمَرِّدِينَ وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطِينَ وَأَذَلَّ رِقابَ المُتَجَبِّرِينَ وَرَدَّ كَيْدَ المُتَسَلِّطِينَ عَنِ المُسْتَضْعَفِينَ ؛ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ماتَشاءُ وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أَنْ تَجْعَلَ قَضاء حاجَتِي فِيما تَشاءُ ».
ثم اسجد على الأَرْض وعفّر خدّيك وقل: «اللّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ فارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ يارَبِّ» .