العالم-الاحتلال
وأوضحت مصادر عليمة في جيش الاحتلال، كما ذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ “الكثير من الضباط الكبار، ما زالوا يعارضون هذه المبادرة التي تم إهمالها منذ الانتخابات في آذار (مارس) الماضي”، لافتةً إلى أنّ الجيش رفض التعليق على الأمر بردِّه: “نحن لن نتطرق لنقاشات سرية مع المستوى السياسي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “انضمام "إسرائيل" لحلف دفاع مع الولايات المتحدة، طرح في حملة “الليكود” الانتخابية للكنيست الـ 22 في أيلول (سبتمبر) 2019، وأراد نتنياهو أنْ يضع نفسه كزعيم له قامة عالمية عالية، مقربًا في المقام الأول الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب”.
ونوهت المصادر ذاتها إلى أنّ “حلف الدفاع يُعزِّز العلاقات الأمنية بين الأعضاء الموقعين عليه، ويلزمهم بشكلٍ علنيٍّ بالدفاع عن بعضهم البعض وتنسيق الهجمات والخطوات الأخرى، وفي عشرات السنين الماضية، وأيضًا في نقاشات حول مبادرة نتنياهو الأخيرة، قالوا في جهاز الأمن، إنّ الانضمام لهذا الحلف سيُقيِّد خطوات "إسرائيل".
وتابعت المصادر أنّ التعاون مع الأمريكيين مثمر أصلاً، ولكن عيوب هذا الحلف أكبر من فائدته، وقالت مصادر سياسية وأمنية مطلعة ذات علاقة بالنقاشات التي جرت في السنة الماضية قالت لـ”هآرتس”: “رغم مواقف الجهات المهنية التي فحصت المبادرة، وافقت شخصيات رفيعة في الجيش على منح موافقتها لهذه الخطوة، وتم إرسال وثيقة لمكتب رئيس الحكومة تطرح موقف الجيش الإيجابي من هذا الحلف”.
وحذّر مصدر أمني رفيع من أنّ “هذا الموقف لا يمكن طرحه بدون مصادقة مسبقة لرئيس الأركان”، مقدرًا أنّ “التغيير الذي طرحه كوخافي تمت الموافقة عليه بسبب الضغط الذي استخدم عليه، علمًا بأنّ حرية عمل الجيش تم الحفاظ عليها كأمر مقدس، ومن الصعب فهم كيف ولماذا جعلوا هؤلاء الأشخاص يغيرون موقفهم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “جهات أمنية رفيعة حذرت من الانضمام للحلف، لأنّه يمكن أنْ يظهر كأمر استفزازي بالنسبة لروسيا، ويقيد نشاطات سلاح الجو في سوريّة، متابعةً: إنّ هذا الحلف سيلزم "إسرائيل" بأخذ مصالح الولايات المتحدة في العراق في الحسبان، وهذا التقدير يتوقع أنْ يمنع مهاجمة أهداف إيرانية في العراق، وهناك تخوف آخر تم طرحه يتعلق بقدرة واشنطن على مطالبة الجيش الإسرائيلي بعدم استخدام الوسائل القتالية الأمريكية في الحالات التي تنوي فيها "إسرائيل" العمل بصورة لا تتساوق مع مصالح واشنطن في الشرق الأوسط”.
واستذكرت الصحيفة أنّ الجنرال غادي آيزنكوت، الذي سبق كوخافي في هذا المنصب، قال في الماضي غير البعيد إنّ "إسرائيل" الآن وفي المستقبل القريب، لا تحتاج لحلف دفاع، وهذا أمر ليس من الواجب تطويره.
ولفتت المصادر عينها إلى أن “رؤساء الأركان الثلاثة الذين واجهوا نتنياهو في الانتخابات الأخيرة، بيني غانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعلون، عارضوا بشكل علني هذه المبادرة، وحذروا من أنّها ستقيد قدرة الجيش في العمل أمام التهديدات”.
وبينّت أنّ “رجالات نتنياهو وصفوا في بعض النقاشات الحلف كحلف أحادي الجانب، دفاع عن "إسرائيل" فقط، وبدون التزام الجيش الإسرائيلي بالمشاركة في مهمات الجيش الأمريكي، وعلى ذلك رد رجالات جهاز الأمن بأنّه ربّما ستطالب إدارة أمريكية مستقبلية بالتطبيق المتبادل للحلف، ولن تكون ملزمة بالتفاهمات التي تمّ التوصل إليها في فترة نتنياهو وترامب”.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّه منذ عامٍ تقريبًا لم يكن هناك أيّ نقاش في هذا الموضوع، ولكن لا أحد يطرح هذا الأمر حتى كخيار، على حدّ تعبيرها.
*رأي اليوم/ زهير أندراوس