12 كانون الأول 20 - 21:53
يسيطر المغرب على معظم أراضي الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة التي تطالب بها جبهة البوليساريو الانفصالية. وتعتبر المنطقة الوحيدة في إفريقيا التي لم يحسم بعد مصيرها خلال الفترة ما بعد الاستعمارية.
وبعد أربعة أسابيع على انتهاء وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل له برعاية من الأمم المتحدة قبل 30 عاما إثر عملية عسكرية أطلقها المغرب، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من ترابه الوطني ويسيطر على 80 بالمئة من أراضيها، ويقترح منحها حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء تقرير مصير.
تمتد الصحراء الغربية على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر.
ويخترق المنطقة "جدار دفاعي"، كما تسميه السلطات المغربية، من الشمال نحو الجنوب على طول 2700 كيلومتر. ويقطن المنطقة، الغنية بثروة فوسفاطية، أكثر من نصف مليون شخص، بينما تعد سواحلها غنية بالسمك.
وتعد العيون والداخلة والسمارة أهم مدن المنطقة، وتقع جميعها في المنطقة التي يخضعها المغرب لإدارته.
ويؤكد المغرب أنه عمل على إنماء المنطقة من خلال استثمارات هامة. لكن جبهة البوليساريو، التي يتولى أمانتها العامة حاليا إبراهيم غالي، تعتبر أن السكان الصحراويين لا يستفيدون من ثمار هذا الإنماء وتصف استغلال الثروات الطبيعية للمنطقة من طرف المغرب بـ"النهب".
وتقدر مصادر عدد اللاجئين المقيمين في مخيمات قرب مدينة تندوف بالجزائر بما بين 100 ألف إلى 200 ألف شخص، في ظل غياب إحصاء رسمي. وتقع تندوف جنوب غرب الجزائر العاصمة على بعد 1800 كيلومتر وهي قريبة من الحدود مع المغرب.
"علاقات دبلوماسية كاملة بين الكيان الصهيوني والمغرب"
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن المغرب وافق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني، وذلك في تغريدة على تويتر، أعقبت تغريدة أخرى أعلن من خلاله الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.
أقرت محكمة العدل الدولية في لاهاي وجود روابط بين الصحراء الغربية أثناء خضوعها للاستعمار والمغرب وموريتانيا، لكن المحكمة اعتبرت هذه الروابط غير وثيقة لتقضي في 16 تشرين الأول/أكتوبر 1975 بمنح سكان المنطقة حق تقرير المصير.
في 6 تشرين الثاني/نوفمبر من السنة نفسها، لبى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني للتوجه في "مسيرة خضراء" تخترق حدود هذه المنطقة لتأكيد "انتمائها" للمملكة.
وفي السنة التالية في 1976، أعلنت جبهة البوليساريو مدعومة خصوصا من الجزائر وكوبا وجنوب إفريقيا قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية".
وفي 1979 سيطر المغرب على الغالبية العظمى لأراضي الصحراء الغربية بعد انسحاب موريتانيا من الجزء الذي كان يخضع لها جنوب المنطقة، وشيد عدة "جدران" دفاعية لصد هجمات البوليساريو.
بعد حرب استمرت 16 عاما دخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 1991 مع تحديد منطقة عازلة تراقبها قوات القبعات الزرق الأممية.
في غياب حل نهائي، تصنف الأمم المتحدة الصحراء الغربية في قائمة "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
تراقب بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) احترام اتفاق وقف إطلاق النار من خلال دوريات برية وجوية، وتضم البعثة ومقرها في مدينة العيون نحو 240 موظف.
ومنذ استقالة المبعوث الأممي هورست كولر، في أيار/مايو 2019 لأسباب صحية، لم تنجح الأمم المتحدة حتى الآن في إيجاد خلف له.
عقب توقف طويل، استؤنف الحوار برعاية الأمم المتحدة بين المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا حول طاولة مستديرة في سويسرا في كانون الأول/ديسمبر 2018، تلتها جولة ثانية في آذار/مارس 2019 من دون أن تسجيل أي تطور.
يمثل ملف الصحراء الغربية الخلاف الأساسي بين المغرب والجزائر، وما تزال الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ 1994.
في غياب تقدم المفاوضات، زادت الرباط جهودها لتعزيز موقفها عبر فتح قنصليات أو تنظيم فعاليات دولية في الصحراء الغربية، ما أثار احتجاجات جبهة البوليساريو.
وفتح نحو165 بلدا، الغالبية العظمى منها إفريقية، تمثيليات دبلوماسية منذ نهاية 2019 في العيون والداخلة