أشارت الأكاديمية والمستبصرة البريطانية، والأستاذة في الكلية الإسلامية بلندن، "ريبيكا ماسترتون" في محاضرة قدّمتها عبر تقنية الاتصال المرئي في ندوة "الأسرة الراقية وتحديات الحداثة" الدولية التي نظمتها وكالة الأنباء القرآنية الدولية "إكنا" بالتعاون مع معاونية رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شؤون المرأة والأسر، "إن الأوروبيين اكتشفوا بأنهم انفصلوا عن أصولهم الدينية من خلال إتباعهم للعلمانية وإنهم الآن يبحثون عن أصولهم الدينية والثقافية".
وقالت في محاضرتها تحت عنوان "المحافظة على الأسرة الفطرية المكونة من المرأة والرجل لمواجهة التحديات الغربية المعاصرة": "من الدوافع التي جعلتني أن أسلم هو شعوري الفطري بأن الثقافة التي انتشرت منذ العقد الثاني من القرن الماضي في أوروبا هي ثقافة خاطئة وهي عبارة عن تصاعد الثقافة العلمانية بشكل مستمر والتي توصف بفترة التنوير".
وأضافت: "اليوم بعض الباحثين يقّرون بأن العقل ليس معصوماً عن الخطأ بينما بعض الدول الأوروبية تجاوزت جميع تقاليدها الدينية والروحانية بحثاً عن حقيقة عينية وسعياً لإيجاد مجتمع عقلاني يكون فيه الجميع سواسية".
وأردفت مبينة: "إن ما وصل إليه الغرب من خلال طمس القيم الدينية في الحقيقة هو نهج يفتقد للوئام بينما كانت القيم الدينية تدعم مشاعر الأخوة في المجتمعات الأوروبية ومع انتشار الثقافة المادية في المجتمعات الغربية تناست المعاني الدينية والروحانية".
وأكدّت الباحثة البريطانية المسلمة قائلة: "قد تبدو المجتمعات الغربية بأنها مجتمعات عقلانية وتعيش مستويات عالية من الرفاه بينما إذا نظرنا إلى أفرادها فسنجدهم يعانون من الفراغ والعبثية التي فرضته عليهم الثقافة الغربية".
واستطردت قائلة: "إن هذه العودة إلى المعنوية في المجتمعات الأوروبية وإن كانت متأخرة ولكنها ناشئة من فهمهم لمشاعر الوحشة التي يعيشونها بعد انتزاع الدين من ثقافتهم فـ أصبحوا يبحثون عن جذورهم الثقافية والمعنوية".
وتطرقت الدكتورة ريبيكا ماسترتون إلى أهمية الدين الإسلامي في التخلص من الحياة المادية وبثّ روح المعنوية في الحياة قائلة: "إن الدين الإسلامي يجعلنا قادرين على مواصلة صراط مستقيم نستطيع أن نصل من خلاله إلى أساسنا الكوني وإلى ما توجد من مشاعر روحانية في باطننا".
هذا ويذكر أن وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) نظمت السبت 27 يوليو 2024 م ندوة دولية بعنوان "الأسرة الراقية وتحديات الحَداثة"، حيث حضرتها مساعدة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شؤون المرأة "أنيسة خزعلي" والمديرة العامة للمرأة والأسرة في بلدية طهران "مريم أردبيلي" من خلال تواجدهما في أستوديو وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية بالعاصمة طهران، كما تحدث باحثات وأكاديميات من فلسطين، باكستان، انجلترا و...عبر تقنية الاتصال المرئي في هذه الندوة.