القى العلامة السيد علي فضل الله كلمة في المجلس العاشورائي في ساحة مسجد المصطفى في بلدة بكمرا الشمالية في حضور عدد من العلماء وشخصيات ثقافية واجتماعية وحشد من ابناء المنطقة.
استهل المجلس بايات من القرآن الكريم تلتها كلمة للعلامة فضل الله قال فيها: نلتقي اليوم في رحاب هذا المكان المبارك الذي وجد ليكون موقعا من مواقع اللقاء والتواصل وليحتضن جميع مكونات هذا الوطن ويعمل على نشر ثقافة الوعي والمعرفة والمحبة وقبول الاخر وبناء شخصية الإنسان الذي يرفض الظلم والمحتل ويواجه كل انواع الفساد والانحراف.
وأضاف: لا يمكن ان تكون مؤمنا الا وانت لا تحمل كل عناوين المحبة والخير للاخرين في داخلك وفي قلبك وعقلك وفي تصرفاتك مشيرا إلى ان هذه هي رسالة هذا المسجد رسالة جامعة موحدة في الاطار الإسلامي والوطني والتي تعمل على تعزيز هذه القيم وتأصيلها والسعي لازالة الهواجس ليس مجاملة او ديكورا بل لاننا نعتبرها خيارا وواجبا نؤمن به ونعمل له وبهذه الروحية المنفتحة على الحوار والتواصل نسنطيع ان نبني وطنا لجميع ابنائه.
وتابع: نلتقي على الحسين(ع) لا لنستعيد حدثا تاريخا عاشه وقدم له التضحيات بل لان اهدافه ما زالت حاضرة في كل معالم حياتنا الخاصة والعامة ومن هنا علينا دائما ان نطرح هذا السؤالك ماذا غيرت فينا عاشوراء؟ ام اننا ذرفنا الدموع وانتهت آثارها مع انتهاء المجالس.
واردف: لقد تحدث الحسين(ع) عن العوامل التي دفعته للقيام بهذه الثورة انطلاقا من احقاق الحق ومواجهة كل مظاهر الفساد والانحراف الذي سيطر على واقع هذه الامة لذلك المطلوب منا ان لا نكتفي بهذه العاطفة من خلال ذرف هذه الدموع فحسب بل ان نسيلها على أرض الواقع عدلا وحرية وعزة ومحاربة لكل الوان الفساد والانحراف مشددا على ضرورة نشر مفهوم الإصلاح على مختلف الصعد سواء في الجانب الخاص او العام. وهنا نتساءل هل الذين يحكمون هذا الوطن باسم الطوائف والمذاهب هل يمثلون قيم هذه الاديان ومبادئها ام انهم يعملون لمصالحهم الخاصة والذاتية.
وراى أن اخلاصنا للحسين يكون عندما نخلص لمشروعه النهضوي الذي استشهد من اجله رافضا الخضوع للباطل والذل، ونحن نجتمع اليوم في هذه المجالس لنعلن البراءة من منطق يزيد وكل من يمثله في هذا العالم وبأننا سنكون الصوت المدافع عن كل المظلومين والمضظهدين في العالم وان نثبت كل الدعائم التي من اجلها ثار الحسين وقدم التضحيات فنقف في وجه كل من يريد اسقاط هذه الامة ويسعى لنهب ثرواتها واحتلال ارضها ومن هذا المنطلق لا بد ان نقف مع غزة ونقدم المساندة لغزة واهلها بكل الوسائل امام ما تتعرض له من حرب ومجازر ونحن اليوم نحيي صمود اهلها الذي تمثل في ابهى صور التضحية والوفاء وفي مقاومة هذا العدو واجرامه.
وختم كلامه: علينا لا نبقي عاشوراء في الاطر المذهبية الضيقة والمحددودة بل ان نطلقها في فضاء الانسانية الواسع ونحولها الى قضية ومسار عالمي يتحرك في كل المواقع.