في إطار زيارته للمملكة العربية السعودية وتأديته لمناسك الحج، حاضر سماحة العلامة السيد علي فضل الله حول معاني الحج في جمع من الحجاج اللبنانيين في حملة باب الريان بمكة المكرمة.
ورأى سماحته أن رحلة الحج هي فرصة لكي نتخفف من ضغط الذنوب، وأن نتنبّه إلى بقية مشوارنا في الحياة، مشيراً إلى أن الحج هو محطة من أبرز محطات صناعة الإرادة لمواجهة كل التحديات، سواء تلك التي نعاني منها كأفراد، أو التي تواجهنا في المجتمع، أو ما تتعرض له الأمة في كل مساراتها...
وشدّد على أن من أهم معاني الحج هو أن نعيش السلام الروحي في علاقاتنا مع الله تعالى، وأن نعيش السلام داخل الواقع الإسلامي من خلال تعزيز كل مناخات الوحدة الإسلامية في هذا الواقع، لأن من أبرز مستلزمات الحج وكل هذا الاجتماع الإسلامي أن نتحسس هموم ومآس المسلمين وآلام كل الناس، وأن نجتمع على رفض الظلم وعلى تعزيز العدل في كل ما نعمله ونتحرك به.
ورأى أننا في العالم الإسلامي نعاني من ظروف صعبة، ولا نستطيع أن نواجه كل هذه الظروف إلا بالوحدة، وينبغي أن يكون شعارنا هو تلك الوحدة، وأن نبادر إليها على مختلف المستويات... مشيراً إلى ضرورة تهيئة كل الأسباب لنجاح هذه الوحدة. وشدد سماحته على أن أهل البيت(ع) هم الذين دعونا لكي نعمل للوحدة للتخفيف من كل التوترات وخصوصاً القاعدة التي رسمها الإمام علي(ع) عندما قال: "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين"...
وقال: إذا كنا نبادر للحوار والانفتاح على الآخرين خارج الدائرة العربية والإسلامية، فكيف لا نبادر لذلك على المستوى العربي والإسلامي، مرحباً بما يجري من تقارب بين البلاد العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن كل مبادرات الحوار تسرنا ونؤكد على الانفتاح عليها، ونحن من الذين يؤكدون على أهمية التقارب بين الجمهورية الإسلامية في إيران والسعودية كبلدين كبيرين لهما تأثيرهما الكبير إسلامياً وعربياً، مشيراً إلى أن مناخ الانفتاح بين السعودية وإيران يترك تأثيره الكبير في المنطقة، وكذلك التقارب بين إيران ومصر وغيرها، مؤكداً أنه بدون الحوار الذي يوصل إلى الوحدة لا يمكننا أن نواجه هذه التحديات الكبرى، لأننا نعاني من كل من يعمل لتسميم الوضع العربي والإسلامي بالفتن والانقسامات التي لا يستفيد منها إلا العدو الصهيوني، ونحن مع أي وحدة لانعكاسها الإيجابي الكبير على دولنا وشعوبنا وخصوصاً الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع عملية إبادة وأكبرها عبر التاريخ.