نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا أعدته نادين وايت، قالت فيه إن تحذيرات صدرت لقادة الأحزاب البريطانية لتجنب استهداف المسلمين في حملاتهم الانتخابية وعدم استخدامهم “كيس ملاكمة” وسط الحرب على غزة، والهجمات التي تستهدف مساجد المسلمين.
ودعا المجلس الإسلامي البريطاني، أكبر مؤسسة للمسلمين في بريطانيا، قادةَ الأحزاب لعدم استهداف الأقليات أثناء الحملات للانتخابات العامة المقررة بداية شهر تموز/ يوليو. وعبّر المجلس عن أمله بممارسة ضغوط انتخابية مفعمة بالأمل بعد إعلان رئيس الوزراء ريشي سوناك يوم الأربعاء عن موعد الانتخابات البرلمانية في 4 تموز/ يوليو.
وتواجه الأحزاب السياسية البريطانية أزمة ثقة بين المجتمعات الإسلامية بسبب الحرب الدائرة في غزة.
ودعت رئيسة المجلس الإسلامي، زارا محمد، الأحزاب السياسية وكل من يريدون الأصوات لإدارة حملة انتخابية مفعمة بالأمل ومواجهة كل الدعوات لتحويل المسلمين إلى كبش فداء، ودعم مستقبل يلعب فيه كل البريطانيين دورا إيجابيا. وأضافت: “تأتي الدعوة في عام ضاعف فيه قادة الأحزاب السياسية والإعلام من خطابهم المعادي للمسلمين وتصويرهم كعدو من الداخل، وقللوا من أهمية حقهم بلعب دور متساو في ديمقراطيتنا”.
وقالت: “مع بداية الحملات الانتخابية العامة بشكل جدي، ندعو الساسة والإعلام لمقاومة إغراء استخدام المسلمين ككيس ملاكمة وتسجيل نقاط سياسية رخيصة. أفعال كهذه تستحق الشجب ويجب رفضها من أجل تعزيز مناخ تحترم فيه كل المجتمعات”.
ووجد استطلاع نظمه مركز “هوب نت هيت” (أمل لا كراهية) أن 58% من أعضاء حزب المحافظين، يعتقدون أن الإسلام يشكل تهديدا على المجتمع البريطاني، في وقت تراجع دعم حزب العمال في أوساط المسلمين، بسبب موقف زعيم الحزب كير ستارمر من الحرب في غزة.
وأثناء الانتخابات العامة في عام 2019، اتهم المجلس الإسلامي البريطاني، حزبَ المحافظين بأن لديه “نقطة عمياء” عندما يتعلق الأمر بكراهية الإسلام، حيث وصف رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون المسلمات المحجبات بأنهن “صندوق بريد”، مما أدى لزيادة بنسبة 375% في جرائم الإسلاموفوبيا.
وكشف تحقيق صادم في 2021، أن المشاعر المعادية للمسلمين لا تزال “مشكلة” داخل حزب المحافظين، في وقت أشار تقرير عن تعامل الإعلام البريطاني مع المسلمين بأنه سلبي للغاية.
وقالت محمد إن الحرب في غزة تعتبر مصدر قلق لمعظم المسلمين في بريطانيا. وزادت جرائم كراهية المسلمين بمعدلات كبيرة في آذار/مارس، ووصلت إلى نسبة 356% حيث تم استهداف أشخاص بسبب دعمهم للفلسطينيين.
وقال معظم المسلمين الذي تحدثت معهم الصحيفة، إن بيوتهم رُجمت بالحجارة بسبب رفعهم العلم الفلسطيني. وقال مراهق إن أساتذته حققوا معه لأنه ارتدى شارة فلسطين في المدرسة. وقال الوزير الأول السابق لاسكتلندا حمزة يوسف، في شباط/ فبراير، إن المشاعر العميقة المعادية للإسلام لا تزال موجودة في بريطانيا.
وقال المجلس الإسلامي البريطاني إن “التجمعات المسلمة متنوعة، ولكن هناك موضوعات مشتركة تؤثر علينا” و”بلا شك، ففي عقلنا أولا وأخيرا، الجرائم المستمرة في غزة. ويتوافق المسلمون البريطانيون مع غالبية البريطانيين بهدف وقف القتل ومطالبة حكومتهم الالتزام بالقانون الدولي والتأكيد على الدولة الفلسطينية”. وأضاف: “هناك عدد من القضايا المحلية نعتبرها كمواطنين وأبناء دين مهمة في طريقة تصويتنا، وتضم هذه مواجهة كل أشكال العنصرية بما في ذلك تبني التعريف عن الإسلاموفوبيا. ولها علاقة بالحرية الدينية وسلامة أماكن العبادة. وندعو المجتمعات المسلمة المتنوعة لمعالجة التباينات الصحية والعمرية ودعم اللاجئين وطالبي اللجوء. وندعو لمشاركة متزايدة واندماج الأقليات، وإعلام منصف وإصلاح النظام الجنائي”.
وجاء ذلك بعد قرار الحكومة تخصيص 117 مليون جنيه لحماية المساجد والمدارس الإسلامية والمراكز المجتمعية خلال السنوات الأربع المقبلة.
ويأتي تحذير المجلس الإسلامي البريطاني، الأحزاب والإعلام من استخدام المسلمين كبش فداء، وسط منع حزب العمال زعيمه السابق جيرمي كوربن من الترشح عن منطقته الانتخابية، إزلينغتون نورث، في شمال- شرق لندن. وقرر كير ستارمر طرد كوربن الذي علقت عضويته بسبب اتهامات له بأنه لم يتعامل بجدية مع مزاعم انتشار معاداة السامية داخل الحزب أثناء زعامته التي انتهت بهزيمة عام 2019 في الانتخابات العامة.
وأكد كوربن خوضه الانتخابات كمستقل، متعهدا بالقتال من أجل الديمقراطية والسلام والمساواة. ويحتل الزعيم السابق الدائرة منذ 40 عاما، وقال إنه سيدافع عن السياسات التي لم يتبناها حزب العمال أو المحافظون. ويعني منعه الطردَ من الحزب.
وقالت صحيفة “الغارديان” إن كوربن كان يأمل بالإعلان عن سياسته في الأسبوع المقبل، إلا أن قرار سوناك الإعلان عن الانتخابات جعله يعجل بالإعلان عنها. وقال حليف للزعيم السابق، إنه كان يريد إخبار ناخبي منطقته أولا، ولهذا عبّر عن نيته بمقال في صحيفة “أزلنغتون تربيون” المحلية، جاء فيه “عندما انتُخبت، وعدت بالوقوف من أجل منطقتي مهما كان الأمر. وفي إزلنغتون نورث نفي بوعودنا”.
وقال حلفاء كوربن إنه قرر الترشح كمستقل، بعد بحوث كشفت أنه يتمتع بشعبية سياسية وشخصية أكثر من أي نائب بسبعة أضعاف.
وانتقد كوربن قرارَ العمال منع أعضاء الحزب من المشاركة في اقتراح المرشحين عن المنطقة وحثهم على “الوقوف للدفاع عن حقوقنا”.
وفي العام الماضي، شكرت نسبة 98% من أعضاء الحزب كوربن على “التزامه بخدمة الناس”.
واختار الحزب سيم نيوما، عضو مجلس لندن وبرافول نارغود، عضو مجلس أزلنغتون للترشح ضد كوربن. وقلل كير ستارمر من أهمية ترشح كوربن كمستقل، مضيفا: “سنحصل على أفضل مرشح في أزلنغتون نورث، ولدينا أفضل مرشحين للعمال حول البلد”.
وانتقد اتحاد العمال مومينتوم قرار منع كوربن. وقالت كيت دوف، المشاركة في رئاسة الاتحاد: “هذه فوضى عظيمة للعمال، ويتحمل كير ستارمر المسؤولية وحده. الهجوم على جريمي كوربن لم يكن أبدا عن رجل واحد، بل عن الدفع بسياسات اشتراكية يمثلها لمصالح النخبة”.
وقال كوربن: “أنا هنا لأمثل سكان أزلنغتون نورث بناء على المبادئ التي دافعت عنها طوال حياتي: العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والسلام”. وقال إن هذه المبادئ “نحن بحاجة إليها اليوم أكثر من يوم مضى”. وتابع: “لقد انضممت لحزب العمال وعمري 16 عاما، لأنني آمنت مثل بقية الملايين بإعادة توزيع الثروة والسلطة” و”رسالتنا واضحة: لن نذهب إلى أي مكان ولن يتراجع تصميمنا للدفاع عن عالم أفضل”.
واتهم كوربن ستارمر بالحنث بوعده لاحترام حقوق أعضاء حزب العمال وتقويض الأساس الديمقراطي للعمال. كما اتهم مومينتوم ستارمر بأنه “سكران بالسلطة” وشجب عمل ستارمر الفاسد الذي يريد تقسيم الحزب وإهانة ملايين الناخبين الذين التهمتهم قيادة كوربن.
يذكر أن نسبة 70% من المسلمين البريطانيين صوتوا لحزب العمال بزعامة كوربن عام 2019، وقرروا حجب أصواتهم في الانتخابات المحلية بداية الشهر الحالي بسبب موقع ستارمر ببداية الحرب على غزة، ودعمه وهو محامي حقوق إنسان، الحصارَ على قطاع غزة ومنع الماء والوقود عنه.
المصدر: القدس العربی